وأما القول الذي ذكرته عن مجاهد: * (واسمع غير مسمع) * يقول: غير مقبول ما تقول، فهو كما:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: * (واسمع غير مسمع) * قال: غير مستمع. قال ابن جريج عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد: * (واسمع غير مسمع) *: غير مقبول ما تقول.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن، في قوله: * (واسمع غير مسمع) * قال: كما تقول: اسمع غير مسموع منك.
وحدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: كان ناس منهم يقولون: * (واسمع غير مسمع) * كقولك: اسمع غير صاغ.
القول في تأويل قوله تعالى: * (وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين) *.
يعني بقوله: * (وراعنا) *: أي راعنا سمعك، افهم عنا وأفهمنا. وقد بينا تأويل ذلك في سورة البقرة بأدلته بما فيه الكفاية عن إعادته.
ثم أخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم يقولون ذلك لرسول الله (ص): * (ليا بألسنتهم) * يعني: تحريكا منهم بألسنتهم بتحريف منهم لمعناه إلى المكروه من معنييه، واستخفافا منهم بحق النبي (ص) * (وطعنا في الدين) *. كما:
حدثني الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال قتادة: كانت اليهود يقولون للنبي (ص): راعنا سمعك! يستهزئون بذلك، فكانت اليهود قبيحة، فقال: راعنا سمعك ليا بألسنتهم، واللي: تحريكهم ألسنتهم بذلك، * (وطعنا في الدين) *.
حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: * (راعنا ليا بألسنتهم) * كان الرجل من المشركين يقول: أرعني سمعك! يلوي بذلك لسانه، يعني: يحرف معناه.