1770 - حدثني المثنى، قال: ثنا الحماني، قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله: سيقول السفهاء من الناس قال: أهل الكتاب.
1771 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: اليهود.
وقال آخرون: السفهاء: المنافقون. ذكر من قال ذلك:
1772 - حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي قال: نزلت:
سيقول السفهاء من الناس في المنافقين.
القول في تأويل قوله تعالى: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها.
يعني بقوله جل ثناؤه: ما ولاهم أي شئ صرفهم عن قبلتهم؟ وهو من قول القائل: ولاني فلان دبره: إذا حول وجهه عنه واستدبره، فكذلك قوله: ما ولاهم أي شئ حول وجوههم.
وأما قوله: عن قبلتهم فإن قبلة كل شئ: ما قابل وجهه، وإنما هي فعلة بمنزلة الجلسة والقعدة من قول القائل: قابلت فلانا: إذا صرت قبالته أقابله، فهو لي قبلة، وأنا له قبلة، إذا قابل كل واحد منهما بوجهه وجه صاحبه.
قال: فتأويل الكلام إذن إذ كان معناه: سيقول السفهاء من الناس لكم أيها المؤمنون بالله ورسوله، إذا حولتم وجوهكم عن قبلة اليهود التي كانت لكم قبلة قبل أمري إياكم بتحويل وجوهكم عنها شطر المسجد الحرام: أي شئ حول وجوه هؤلاء، فصرفها عن الموضع الذي كانوا يستقبلونه بوجوههم في صلاتهم؟ فأعلم الله جل ثناؤه نبيه (ص) ما اليهود والمنافقون قائلون من القول عند تحويل قبلته وقبلة أصحابه عن الشام إلى المسجد الحرام، وعلمه ما ينبغي أن يكون من رده عليهم من الجواب، فقال له: إذا قالوا ذلك لك يا محمد، فقل لهم: لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وكان سبب ذلك أن النبي (ص) صلى نحو بيت المقدس مدة سنذكر مبلغها فيما بعد إن شاء الله تعالى، ثم أراد الله تعالى صرف قبلة نبيه (ص) إلى المسجد الحرام، فأخبره عما اليهود قائلوه من القول عند صرفه وجهه ووجه أصحابه شطره، وما الذي ينبغي أن يكون من رده عليهم من الجواب.