ويرى أهل الجنة مكانهم الخالي في النار فيفرحون لذلك، فقد ورد في أحد الأحاديث أن لكل إنسان مكانا في الجنة وآخر في النار، فحينما يذهب إلى الجنة يعطى مكانه في جهنم إلى أهل جهنم، ويعطى مكان الجهنمي في الجنة إلى أهل الجنة (1).
والتعبير ب (الإرث) في الآيات القرآنية ربما يكون ناظرا إلى هذا المعنى.
ثم يتحدث القرآن الكريم عن أحوال المؤمنين في ذلك اليوم (يوم القيامة) أو (يوم التغابن) قائلا: ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم.
وستتنزل النعم الإلهية والبركات بتحقق الشرطين الأساسيين، الإيمان والعمل الصالح. فتحل المغفرة والتجاوز عن الذنوب التي تشغل تفكير الإنسان أكثر من أي شئ آخر، وكذلك دخول الجنة، وذلك هو الفوز العظيم الذي لا فوز بعده.
ثم يقول تعالى: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير.
وهناك عاملان أساسيان للشقاء يذكرهما القرآن، هما الكفر والتكذيب بالآيات الإلهية، وهما النقيضان الواقعيان للإيمان والعمل الصالح.
والاختلاف الأول الذي تذكره الآية بين أهل الجنة وأهل النار هو ذكره الغفران والعفو لأهل الجنة بينما لم يذكر ذلك لأصحاب النار.
والاختلاف الآخر هو التأكيد على خلود أهل الجنة في النعيم بقوله (أبدا) بينما اكتفى بالنسبة لأهل النار بذكر الخلود والبقاء فقط، فقد يكون هذا الاختلاف للإشارة إلى أن الذين خلطوا الإيمان بالكفر سوف يخرجون من النار والعذاب