ثم تشير الآية اللاحقة إلى سبب هذه العاقبة المؤلمة وهو الغرور والتكبر على الأنبياء: ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا وبهذا المنطق عصوا وكفروا فكفروا وتولوا والله في غنى عن طاعتهم واستغنى الله فطاعتهم لأنفسهم وعصيانهم عليها والله غني حميد.
ولو كفرت كل الكائنات لما نقص من كبريائه تعالى شئ، كما أن طاعتهم لا تزيده شيئا. نحن الذين نحتاج إلى كل هذه التعليمات والمناهج التربوية.
عبارة واستغنى الله مطلقة تبين استغناء البارئ عن الوجود كله، وعدم حاجته إلى شئ أبدا، بما في ذلك إيمان الناس وطاعتهم، كي لا يتصوروا - خطأ - أن الله عندما يؤكد على الطاعة والإيمان فبسبب حاجة أو نفع يصيبه سبحانه.
وقال آخرون في معنى عبارة استغنى الله بأنها إشارة إلى الحكم والآيات والمواعظ التي أعطاها الله تعالى إياهم، إذ لا يحتاجون بعدها إلى شئ.
* * *