لعدم الدليل على أنه للمبالغة بعد كون العظمة من الأفعال اللازمة، فإن ما هو السبب لجعلها مبالغة اقتضاء مادتها ذلك، لأن الصفة المشبهة لا تأتي من المتعدي. نعم في مثل عليم يمكن دعوى أنها مبالغة، لأن العلم متعد، مع أنك قد عرفت سابقا - وصرح به في اللغة -: أن فعيل تأتي بمعنى فاعل، كسفير، فتكون عليم بمعنى عالم، ويشهد له قوله تعالى: * (وفوق كل ذي علم عليم) * (1)، فإنه ليس في مقام المبالغة، كما لا يخفى.
فكون فعيل للمبالغة غير ثابت بعد، فيسقط جميع ما قيل في المقام حول هذه الهيئة وهيئة فعلان. ونشكر الله تعالى على ذلك الإنعام.
ذنابة قيل: " رحمن " غير منصرف عند من زعم أن الشرط انتفاء " فعلانة "، إذ لا يستعمل رحمانة، وهكذا من زعم أن الشرط وجود " فعلى " لانتفائه.
وربما قيل: يكفي للمنع الألف والنون الزائدتان. وتوهم انصرافه لقول الشاعر في مسيلمة:
وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا * فباب من تعنتهم في كفرهم (2)