فلا تكون البسملة متعلقة بشئ، لا في كلام الخالق، لأنه لا معنى لأن يتشبث بالغير، ولا في كلام المخلوق، لأنه لا يستعمل القرآن في إظهار مرامه ومقصده، بل يتلفظ بألفاظها حتى يتعين بها.
وإن شئت فسم هذا مشرب الفقيه، فإنه يعتبر صدق القراءة في الصلاة، بل وفي قراءة الكتاب، فلا معنى لتعلقها بشئ، كما لا يخفى.
وعلى مشرب ومسلك آخر هكذا وفيه - كما مر - رد على المفوضة والمجبرة، أن القدرة التي أنشأت بها العمل هي من الله تعالى، فأنا أبرأ من أن يكون عملي باسمي، بل هو باسمه تعالى، فإنني أستمد القوة والعون منه، ولولا ذلك لم أقدر على عمله.
فمعنى البسملة التي جاءت أول الكتاب العزيز: أن جميع ما جاء في القرآن من الأحكام والشرائع والأخلاق والآداب والمواعظ، هو لله ومن الله ليس لأحد فيه شئ، وكأنه قال: إقرأ يا محمد هذه السورة * (بسم الله الرحمن الرحيم) * أي على أنها من الله لا منك، فإنه أنزلها عليك لتهديهم بها إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وكذلك كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤها عليهم * (بسم الله) * لا باسمه، أي إنها من الله لا منه، فإنما هو مبلغ عنه تعالى كما جاء في قوله تعالى: * (وأمرت أن أكون من المسلمين * وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من