سيرته (1) -، وقد وردت في أحاديثنا وأحاديث العامة ما يدل على أن " لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب "، وقضية إطلاق هذه الأخبار وتلك التعابير:
أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كان يصلي بغيرها، لظهور الروايات في تقوم طبيعة الصلاة بها مطلقا، فصلاته قبل البعثة كانت معها، فهي أول ما نزل. والله الموفق، فليتأمل.
بحث وتحصيل الذي يساعد عليه الاعتبار في ميزان المكي والمدني ما عليه الأكثر، وهو: أن ما نزل في مكة ونواحيها قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بالمدينة بعد الهجرة وإن نزل بغيرها فهو مدني، ولذلك تكون سورة النصر مدنية مع أنها نزلت بمنى في حجة الوداع. وغير خفي أن عهد نزول القرآن ينقسم إلى زمانين متمايزين:
الأول: مدة مقامه (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة، وهي اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما، وقيل: من يوم 17 رمضان سنة 41 - يوم الفرقان - إلى أول يوم من ربيع الأول سنة 54 من ميلاده.
الثاني: زمان نزوله بعد الهجرة إلى المدينة، فالمدني نحو 1130.
قال أبو الحسن ابن الحصار في كتابه " الناسخ والمنسوخ ":
المدني بالاتفاق عشرون سورة، والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة، وما عدا ذلك مكي بالاتفاق، وهي: 1 - البقرة 2 - آل عمران 3 - النساء 4 - المائدة