المحاسبة وفي موقف الجزاء، فكيف يعقل أن يكون أحد مالكا في ذلك اليوم، لعدم اجتماع المالكية والمقهورية؟! فتنحصر القاهرية والغالبية فيه تعالى وتقدس.
نعم لا منع من الالتزام بلزوم المظهر لهذه الصفة، كما يأتي في محله، وهو - عندئذ - يكون مقهورا بالذات وقاهرا بالغير على الآخرين.
تذنيب ربما يتخيل المنافاة بين البلاغة وبين توصيفه تعالى بمالك يوم الدين، لأنه تعالى مالك كل شئ، فلا وجه للتخصيص (1).
قلت: نعم إلا أن الأحوال تختلف في ذلك، فإن مقتضى ما يأتي من الوجوه الناهضة على لزوم توصيفه في هذا الموقف بصفة جلالية، هو ذكر نعته على هذه الطريقة، ومجرد مالكية السماوات والأرض ليس من النعوت الجلالية الظاهرة، بل إضافته إلى يوم الجزاء والحساب، لازم في توغله في أنه تعالى كما يكون له الترغيب والرحمة، له الترهيب والنقمة.
الجهة الثانية حول توصيفه بالمالكية إن البلاغة اقتضت توصيفه تعالى - بعد الأوصاف الثلاثة