الغير بالآلة قائما بالطرف، كالضرب والقتل والشتم وأمثالها، فعلى هذا لا يجوز أن يكون " مالك " اسم فاعل واقعا، بل هو على زنة الفاعل، ويكون صفة مشبهة كطاهر وظاهر، ولا يكون إضافته إلى " يوم الدين " من إضافة العامل إلى مفعوله الحقيقي، وهو المفعول به، كما يأتي.
ثم إن مقتضى ما يظهر من اللغة أن " ملك " و " ملك " - بسكون اللام - أيضا صفة مشبهة، ويحتمل كون الثاني مخفف " مالك " كما مضى في الرب، وذكرنا هناك أنه يشبه البر والبار، فإن البر مخفف البار بحذف الألف.
المسألة الثالثة حول كلمة " يوم " " اليوم " معناه الوقت الخاص، وهو ما بين الطلوع والغروب من الشمس، أو طلوعه الثاني والمغرب، أو غيرهما، وله معنى آخر، وهو مطلق الوقت (1)، وهو المراد في كثير من الاستعمالات القرآنية والعصرية، وليس النظر فيه إلى جهة بزوغ الضياء وظهور الشمس.
وربما يمكن دعوى: أن النظر إلى الوقت وإلى جهة أخرى وهو ان ذلك الوقت نير ومضئ، فيقال: " مالك يوم الدين "، أي صبح الدين وطلوع الدين، فيكون حين الدين الوقت نيرا، فلا تكن من الغافلين.
وأما " الدين " فهو الجزاء والمكافأة والحساب، والقهر والغلبة والاستعلاء، والسلطان والملك والحكم والسيرة والتدبير.