الحرام أولى وأولى، وانظر رحمني الله وإياك هل تشد الرحال لزيارة المسجد الأقصى كما تشد للمسجد النبوي، فذلك أدل دليل وأقوى برهان على أن الذي يحث العزائم والركائب هو زيارة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليتنبه القارئ أنه لم يقل أحد من فقهاء الأمة بنية شد الرحل لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم فقط قبل ابن تيمية.
والحاصل أن الاجماع القولي والعملي على مشروعية شد الرحل لزيارة القبر الشريف قد ثبت ثبوت الجبال الرواسي والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وثم ألفاظ وردت عن الإمام مالك رحمه الله تعالى لا تقدح في هذا الاجماع أجاب أصحابه عليها كما هو معلوم في محله، ومثله ما يروى عن أبي محمد الجويني في مسألة النذر، فإنه لا تعلق له بزيارة القبر الشريف كما حققه التقي السبكي في شفاء السقام (ص 121 - 123).
* * * حديث (لا تشد الرحال... الحديث) لا يدل على منع الزيارة غير خفي أن ابن تيمية انفرد في القرن السابع بمنع إنشاء السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أكثر تلميذه ابن عبد الهادي من نقل فتاوى شيخه ابن تيمية المصرحة بتحريم شد الرحل لمجرد الزيارة، وأعقب فتيا ابن تيمية مناظرات ومصنفات وفتن.
وأكثر العلماء (1) من رد مقالته.