قال الشافعي (1325): أخبرنا الثقة عن يحيى بن أبي أنسية عن ابن شهاب به مثله. ومن طريقه أخرجه البيهقي (6 / 39) قلت: ويحيى هذا ضعيف. و (الثقة) لم أعرفه)، وفي شيوخ الشافعي رحمه الله بعض الضعفاء و جملة القول أنه ليس في هذه الطرق ما يسلم من علة، وخيرها الطريق الثالث، وعلتها الشذوذ إن لم يكن من العابدي، فمن ابن عيينة، ولذلك فالنفس تطمئن لرواية الجماعة الذين أرسلوه أكثر، لا سيما وهم ثقات أثبات، وهو الذي جزم به البيهقي، وتبعه جماعة منهم ابن عبد الهادي، فقال في " التنقيح " (3 / 196): " ورواه جماعة من الحفاظ بالارسال، وهو الصحيح، وأما ابن عبد البر قد صحح اتصاله، وكذلك عبد الحق، والله أعلم ". نعم للحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا بالشطر الأول منه، ولكنه واه منكر لا يحتج به. أخرجه ابن عدي (366 / 2) من طريق محمد بن زياد الأسدي: ثنا مالك ابن أنس عن نافع عنه. وقال: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد، وإنما روى مالك هذا الحديث في " الموطأ " عن الزهري عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ومحمد بن زياد منكر الحديث عن الثقات، ولا أعرفه إلا في هذا الحديث، وليس بالمعروف ". وله شاهد آخر ولكنه مرسل أيضا، ويأتي الكلام عليه بعد حديث. فإذا وجد له شاهد آخر موصول، ليس شديد الضعف، فيمكن القول حينئذ بصحة الحديث. والله أعلم.
1407 - (حديث " لا يغلق الرهن " رواه الأثرم) ص 355