لصاحبها من جهة الحكم فيصبر لأجلها أي يحبس وهي يمين الصبر، وأصل الصبر الحبس، ومن هذا قولهم قتل فلان صبرا أي حبسا على القتل وقهرا عليها (فليتبوأ بوجهه) أي بسببه أي بسبب هذا الحلف والباء للسببية أو على وجهه أي مكبا على وجهه، فالباء للاستعلاء كما في قوله تعالى: (من إن تأمنه بقنطار) والثاني أولى لأنه يكون هذا اللفظ أي لفظ بوجهه على الأول تأكيدا لما علم سابقا من أن الحلف سبب لهذا التبوأ لأنه إذا حكم على المشتق بشئ كان مأخذ الاشتقاق علة له، وعلى الثاني يكون تأسيسا وهو أولى من التأكيد والله أعلم. والحديث سكت عنه المنذري.
(باب من حلف ليقتطع بها مالا) (عن عبد الله) هو ابن مسعود (على يمين) والمراد به المحلوف عليه. وفي رواية البخاري ((على يمين صبر)) قال العيني: وهي التي يلزم ويجبر عليها حالفها، ويقال هي أن يحبس السلطان رجلا على يمين حتى يحلف بها، يقال صبرت يميني أي حلفت بالله، وأصل الصبر الحبس ومعناه ما يجبر عليها. وقال الداودي معناه وأن يوقف حتى يحلف على رؤوس الناس انتهى (هو) أي الحالف (فيها) أي في اليمين (فاجر) أي كاذب، وقيد به ليخرج الجاهل والناسي والمكره (ليقتطع) بزيادة لام التعليل ويقتطع من يفتعل القطع كأنه يقطعه عن صاحبه أو يأخذ قطعة في ماله بالحلف المذكور (بها) بسبب اليمين (امرئ مسلم) أو ذمي ونحوه قاله القسطلاني (لقي الله) جواب من (وهو) أي الله تعالى الواو للحال (عليه) أي على الحالف (غضبان) فيعامله معاملة المغضوب عليه فيعذبه، وغضبان لا ينصرف لزيادة الألف. والنون وقال الطيبي: أي ينتقم منه (في) بكسر الفاء وتشديد الياء (كان ذلك) أي هذا الحديث (أرض) أي متنازع فيها (فجحدني) أي أنكر علي (فقدمته) بالتشديد أي جئت بالرجل ورفعت غير أمره