جواب الأعرابي الذي سأل عن قيام الساعة وهو القائل كيف اضاعتها (قوله إذا أسند) قال الكرماني أجاب عن كيفية الإضاعة بما يدل على الزمان لأنه يتضمن الجواب لأنه يلزم منه بيان ان كيفيتها هي الاسناد المذكور وقد تقدم هناك بلفظ وسد مع شرحه والمراد من الامر جنس الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والامارة والقضاء والافتاء وغير ذلك وقوله إلى غير أهله قال الكرماني أتى بكلمة إلى بدل اللام ليدل على تضمين معنى الاسناد (قوله فانتظر الساعة) الفاء للتفريع أو جواب شرط محذوف أي إذا كان الامر كذلك فانتظر قال ابن بطال معنى أسند الامر إلى غير أهله ان الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم فينبغي لهم تولية أهل الدين فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها * الحديث الثاني حديث حذيفة في ذكر الأمانة وفي ذكر رفعها وسيأتي بسنده ومتنه في كتاب الفتن ويشرح هناك إن شاء الله تعالى والجذر بفتح الجيم وكسرها الأصل في كل شئ والوكت بفتح الواو وسكون الكاف بعدها مثناة أثر النار ونحوه والمجل بفتح الميم وسكون الجيم بعدها لام هو أثر العمل في الكف والمنتبر بنون ثم مثناة مفتوحة ثم موحدة مكسورة وهو المتنفط (قوله ولا يكاد أحدهم) في رواية الكشميهني أحد بغير ضمير (قوله من ايمان) قد يفهم منه أن المراد بالأمانة في الحديث الايمان وليس كذلك بل ذكر ذلك لكونها لازمة الايمان (قوله بايعت) قال الخطابي تأوله بعض الناس على بيعة الخلافة وهذا خطأ وكيف يكون وهو يقول إن كان نصرانيا رده على ساعيه فهل يبايع النصراني على الخلافة وانما أراد مبايعة البيع والشراء (قوله رده على الاسلام) في رواية المستملي بالاسلام بزيادة موحدة (قوله نصرانيا رده على ساعيه) أي واليه الذي أقيم عليه لينصف منه وأكثر ما يستعمل الساعي في ولاة الصدقة ويحتمل أن يراد به هنا الذي يتولى قبض الجزية (قوله الا فلانا وفلانا) يحتمل أن يكون ذكره بهذا اللفظ ويحتمل أن يكون سمى اثنين من المشهورين بالأمانة إذ ذاك فأبهمهما الراوي والمعنى لست أثق بأحد أأتمنه على بيع ولا شراء الا فلانا وفلانا (قوله قال الفربري) ثبت ذلك في رواية المستملي وحده وأبو جعفر الذي روى عنه هنا هو محمد بن أبي حاتم البخاري وراق البخاري أي ناسخ كتبه وقوله حدثت أبا عبد الله يريد البخاري وحذف ما حدثه به لعدم احتياجه له حينئذ وقوله فقال سمعت القائل هو البخاري وشيخه أحمد بن عاصم هو البلخي وليس له في البخاري الا هذا الموضع وأخرج عنه البخاري في الأدب المفرد (قوله سمعت أبا عبيد) هو القاسم بن سلام المشهور صاحب كتاب غريب الحديث وغيره من التصانيف وليس له في البخاري الا هذا الموضع وكذا الأصمعي وأبو عمرو وقوله قال الأصمعي هو عبد الملك بن قريب وأبو عمرو هو ابن العلاء (قوله وغيرهما) ذكره الإسماعيلي عن سفيان الثوري بعد أن أخرج الحديث من طريق عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان الثوري ثم قال في آخره قال سفيان الجذر الأصل (قوله الجذر الأصل من كل شئ) اتفقوا على التفسير ولكن عند أبي عمرو أن الجذر بكسر الجيم وعند الأصمعي بفتحها (قوله والوكت أثر الشئ اليسير منه) هذا من كلام أبي عبيد أيضا وهو أخص مما تقدم لتقييده باليسير * الحديث الثالث حديث ابن عمر وسنده معدود في أصح الأسانيد (قوله انما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة) في رواية مسلم من طريق
(٢٨٦)