يفعل ما اتفق ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث ابن مسعود في آخره ثم يعزم وأول الحديث إذا أراد أحدكم أمرا فليقل وقال النووي في الاذكار يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح به صدره ويستدل له بحديث أنس عند ابن السني إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعا ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإن الخير فيه وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد لكن سنده واه جدا والمعتمد انه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة والى ذلك الإشارة بقوله في آخر حديث أبي سعيد ولا حول ولا قوة الا بالله (قوله باب الدعاء عند الوضوء) ذكر فيه حديث أبي موسى قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ به ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر الحديث ذكره مختصرا وقد تقدم بطوله في المغازي في باب غزوة أوطاس (قوله باب الدعاء إذا علا عقبة) كذا ترجم بالدعاء وأورد في الحديث التكبير وكأنه أخذه من قوله في الحديث انكم لا تدعون أصم ولا غائبا فسمى التكبير دعاء (قوله أيوب) هو السختياني وأبو عثمان هو النهدي (قوله كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر) لم أقف على تعيينه (قوله اربعوا) بهمزة وصل مكسورة ثم موحدة مفتوحة أي ارفقوا ولا تجهدوا أنفسكم (قوله فإنكم لا تدعون أصم) يأتي بيانه في التوحيد (قوله كنز) سمى هذه الكلمة كنزا لأنها كالكنز في نفاسته وصيانته عن أعين الناس (قوله أو قال ألا أدلك على كلمة هي كنز الخ) شك من الراوي هل قال قل لا حول ولا قوة الا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة أو قال ألا أدلك الخ وسيأتي في كتاب القدر من رواية خالد الحذاء عن أبي عثمان بلفظ ثم قال يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة الخ وسيأتي في أواخر كتاب الدعوات أيضا من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان بلفظ ثم قال يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس ألا أدلك الخ ولم يتردد ووقع في هذين الطريقين بيان سبب قوله انكم لا تدعون أصم فإن في رواية سليمان فلما علا عليها رجل نادى فرفع صوته وفي رواية خالد فجعلنا لا نصعد شرفا الا رفعنا أصواتنا بالتكبير ووقع في بعض النسخ أصما وكأنه لمناسبة غائبا وقوله بصيرا وقع في تلك الرواية قريبا ويأتي شرح الحديث مستوفى في كتاب القدر إن شاء الله تعالى وقوله لا حول يجوز أن يكون في موضع جر على البدل من قوله على كنز وفي موضع نصب بتقدير أعني وفي موضع رفع بتقدير هو (قوله باب الدعاء إذا هبط واديا فيه حديث جابر) كذا ثبت عند المستملي والكشميهني وسقط لغيرهما والمراد بحديث جابر ما تقدم في الجهاد وفي باب التسبيح إذا هبط واديا من حديثه بلفظ كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا وقال بعده باب التكبير إذ أعلا شرفا وأورد فيه حديث جابر أيضا لكن بلفظ وإذا تصوبنا بدل نزلنا والتصويب الانحدار وقد ورد بلفظ هبطنا في هذا الحديث عند النسائي وابن خزيمة وأشرت إلى شرحه هناك ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس لما فيه من استشعار الكبرياء فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء الله تعالى وانه أكبر من كل شئ فيكبره ليشكر له ذلك فيزيده من فضله ومناسبة التسبيح عند الهبوط لكون المكان المنخفض محل ضيق فيشرع فيه التسبيح لأنه من أسباب الفرج كما وقع في قصة يونس عليه السلام حين سبح في الظلمات فنجى من الغم (قوله باب الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع فيه يحيى بن أبي إسحاق عن أنس) كذا وقع في رواية الحموي عن الفربري ومثله في
(١٥٩)