السلام وكان منزلي بمنزل السيد الاجل والكهف الاظل السيد محسن بن محمد الرضوي القمي، وكان من أعيان المشهد وسراتهم بارزا على أقرانه بالعلم والعمل، وكان هو وجماعة يشتغلون معي في علم الكلام والفقه.
فأقمنا على ذلك مدة، فورد علينا من الهراة خال السيد محسن: وكان مهاجرا فيها لتحصيل العلم فقال: إن السبب في ورودي عليكم ما ظهر عندنا في الهراة من شهرة هذا الشيخ الغروي المجاور في المشهد وظهور فضله في العلم والأدب فقدمت لاستفيد من علومه وخلفي رجل من أهل كيش ومكران كان من مدة عشرين سنة متوطنا في الهراة مصاحبا لعلمائها يطلب فنون العلم، وقد صار الان مبرزا في كثير من الفنون كالصرف والنحو المنطق والمعاني والبيان وعلم الكلام والأصول والفقه وغير ذلك وهو عامي المذهب، وله مجادلات مع أهل المذاهب وقوة الزام للخصوم في الجدل، وقد سمع بذك هذا الشيخ الغروي فجاء بقصد زيارة الإمام الرضا عليه السلام وقصد ملاقاة هذا الشيخ للجدال معه، وها هو على الأثر يقدم غدا أو بعد غد فما أنتم قائلون؟
فذاكرني السيد بما قاله خاله مستطلعا رأيي في ذلك وقال: إذا قدم هذا الرجل فلا بد أن يكون ضيفا لنا، لأنه جاء مع خالي وخالي ضيف، ولا يحسن منا أن نضيف أحد المتصاحبين ونترك الاخر وإذا وجد في الضيافة التقى معك وتحصل المجادلة بينكما، لأنه ما أتى ألا لهذا الغرض، فما أنت قائل؟ أتحب ملاقاته أم لا فنحتال عليه ونرده عنا؟