الموضع الذي كنا ساكنيه.
فقالوا: نأخذ تعرضهم بالصحابة، ونأخذ عليهم القول بالرجعة والقول بالمتعة، ونأخذ عليهم حديث المهدي وأنه حي مع تطاول زمان غيبته.
فقلت لهم: أما ما ذكرتم من تعرض من أشترتم إليه بذم بعض الصحابة فأنتم تعلمون أن كثيرا من الصحابة استحل بعضهم دماء بعض في حرب طلحة والزبير وعائشة لمولانا علي عليه السلام وفي حرب معاوية له أيضا، واستباحوا أعراض بعضهم لبعض حتى لعن بعضهم بعضا على منابر الاسلام، فأولئك هم الذين طرقوا سبيل الناس للطعن عليهم، وبهم اقتدى من ذمهم ونسب القبيح إليهم، فإن كان لهم عذر في الذي عملوه من استحلال الدماء وإباحة الاعراض، فالذين اقتدوا بهم أعذر وأبعد من أن تنسبوهم إلى سوء التعصب والاعراض. فوافقوا على ذلك.
وقلت لهم: وأما حديث ما أخذتم عليه من القول بالرجعة فأنتم ترون أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إنه يجري في أمته ما جرى في الأمم السابقة وهذا القرآن يتضمن: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) فشهد جل جلاله أنه قد أحيا الموتى في الدنيا وهي رجعة، فينبغي أن يكون في هذه الأمة مثل ذلك. فوافقوا على ذلك.
فقلت لهم: وأما أخذكم عليهم القول بالمتعة فأنتم أحوجتم الشيعة إلى صحة الحكم بها، لأنكم رويتم في صحاحكم عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وسلمة بن الأكوع وعمران بن الحصين وأنس بن مالك، وهم من أعيان الصحابة: أن النبي صلى الله عليه وآله مات ولم يحرمها، فلما رأت الشيعة أن رجالكم وصحاح كتبكم قد صدقت رجالهم ورواتهم أخذوا بالمجمع عليه وتركوا ما انفردتم به. فوافقوا على ذلك.
وقلت لهم: وأما ما أخذتم عليهم من طول غيبة المهدي عليه السلام فأنتم