فيكون الروايات متواترة اجمالا بل معنى وإليك نص خمسة من صحاحها:
1 - منها: صحيحة محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ لاعماله - إلى أن قال - وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد (1).
2 - ومنها: صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: بني الاسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة فقلت: وأي شئ من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن - إلى أن قال - ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضي الرحمن الطاعة للامام بعد معرفته، أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الايمان (2).
أقول: تقطع صاحب الوسائل هذا الحديث فجعل القطعة الأولى منها في الباب 1 والثانية منها في الباب 29 من أبواب مقدمة العبادات.
3 - ومنها: صحيحة عبد الحميد بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: والله لو أن إبليس سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه.
ذلك ولا قبله الله عز وجل، وما لم يسجد لادم كما أمره الله عز وجل أن يسجد له، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم وبعد تركهم الامام الذي نصبه.