منه عضو سهر له باقي الجسم بالسهر والحمى.
وبالعكس تماما فيما إذا تفككت الأمة وتناحرت وتنازعت فإن الفضل والذل والهوان والخذلان سوف يكون نصيبها وحليفها وقد حذر الخالق سبحانه من هذه العواقب الوخيمة بقوله تعالى:
* ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾ (1) فقد رتب على المنازعة والاختلاف الفشل وبعدها تذهب ريحهم وهي كناية عن ذهاب القوة والنصر فإن الله سبحانه يمد الأمة بالنصر والتأييد واللطف منه وهذا تكريما منه إليهم عند اجتماعهم ووحدتهم فإذا اختلفوا وتفرقوا سلب تلك النعمة العظيمة وباتوا على شفى جرف هار. ويؤكد سبحانه في موارد عديدة على عدم الاختلاف ويحذر من الانشقاق ويضرب أمثلة على ذلك يقول: * (ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) * (2). ويقول أيضا: * (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) * (3) فكأن الذي يكون سببا في الخلاف بين الأمة بالتالي يكون سببا في محو الدين ومحقه.
ويلات الأمة الاسلامية:
ونحن إذا قمنا بدراسة معمقة للقسم الأخير من الآيات وقارنا بينها وبين الأمة الاسلامية اليوم لرأينا أن ما حذرنا القرآن منه قد وقع على الأمة وانطبق عليها تماما.