الاسلام والوحدة:
وبعد:
فإن الاسلام هو دين التوحيد وتوحيد الكلمة ورص الصفوف وجمع الشمل ولم الشعث.
* (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * (1) * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * (2) فالاسلام يدعو إلى الاعتصام بمبادئه وتطبيق قوانينه والتمسك بالثقل الثاني الذي خلفه الرسول (ص) وأحب أن تكون الأمة كالبنيان المرصوص المتماسك الأطراف والأجزاء وهذا المثال الذي ضربه القرآن الكريم لنا بعيد المرمى عميق الغور فإن البناء القائم إذا كان متماسك اللبنات متراص الأجزاء مع بعضه فإنه يبقى دهرا طويلا ويمكن الانتفاع منه في الحر والبرد، كذلك الأمة إذا اتحدت وتحابت وجمعت كلمتها فإن عزتها وشوكتها تقوى وتكون لها السيادة والقيادة للبشرية.
في الصحراء القاحلة وكان البرد قارصا ولا كهرباء ولا وسائل للتدفئة إلا الأمور الابتدائية أمر الرسول (ص) أصحابه جميعا أن ينتشروا في البيداء ليأتوه بأعواد من الحطب المتناثر على المدر والحجر وبعد أن جمعوه بين يديه وأشعل فيه النار قال: بما معناه هكذا تكون الجماعة فلو كان فردا واحدا لما تمكن من تدفئتنا. نعم كان الرسول (ص) بهذا وغيره يعلم أصحابه أهمية جمع الكلمة والاتحاد فيما بينهم وهو القائل أن الأمة يجب أن تكون في تماسكها وتعاطفها وتحابها كالجسد الواحد إذا تألم