____________________
مدركين بنفسهما لا بآثارهما، فان الأمور المحسوسة إنما تدرك بأنفسها لا بآثارها (1) انتهى.
ولا يخفى ما فيه من البعد وعدم دلالة اللفظ عليه، بل الظاهر أنه: إما إشارة إلى ما ورد في الاخبار من أن التقدير والمقدرات الواقع عليها التقدير داخلة في عالم التقدير لا في عالم التكوين، والذي هو داخل تحت عقولة التكوين هو القضاء والامضاء، فيكون التقدير عبارة عن إرادة الخلق والمشيئة الواردة عليه، وتلك الإرادة من صفات الافعال الحادثة، وكل حادث مخلوق، الا أن الإرادة حادثة بنفسها كما مر، لا بإرادة أخرى، والا لزم التسلسل.
وأما المقدر، فهو عبارة عن نقش الصور والحدود والتشكلات في عالم التقدير: إما في الألواح السماوية أو غيرها، كما تحققته من التشبيه بمن أراد بناء الدار ونحوها. وإما أن يكون إشارة إلى ما نص عليه جماعة من الحكماء والمتكلمين من أن الجواهر والاعراض المقدرة بالنسبة إلى حقيقتها لا توصف بلون ولا ذوق ولا وزن ولا طول ولا عرض، وإنما تلك لوازمها بالنظر إلى وجودها الخارجي.
ألا ترى أنك تعرف الانسان بأنه حيوان ناطق، فهذه الحقيقة لا تتصف بالنظر إلى ذاتها بشئ من الأمور المذكورة. نعم إذا وجد الانسان في الخارج قارنه التشكل والتحديد والذوق والوزن ونحو ذلك، فيكون قوله (خلقين اثنين) عبارة عن جميع المخلوقات لا الحروف وحدها.
1) لان التقدير والمقدر من الأمور الإضافية التي لا يحتاج في التعريف إلى أمر ثالث.
2) أما المقدر، فمدرك بالتقدير. وأما التقدير، فمدرك بنفسه كما تقدم.
ولا يخفى ما فيه من البعد وعدم دلالة اللفظ عليه، بل الظاهر أنه: إما إشارة إلى ما ورد في الاخبار من أن التقدير والمقدرات الواقع عليها التقدير داخلة في عالم التقدير لا في عالم التكوين، والذي هو داخل تحت عقولة التكوين هو القضاء والامضاء، فيكون التقدير عبارة عن إرادة الخلق والمشيئة الواردة عليه، وتلك الإرادة من صفات الافعال الحادثة، وكل حادث مخلوق، الا أن الإرادة حادثة بنفسها كما مر، لا بإرادة أخرى، والا لزم التسلسل.
وأما المقدر، فهو عبارة عن نقش الصور والحدود والتشكلات في عالم التقدير: إما في الألواح السماوية أو غيرها، كما تحققته من التشبيه بمن أراد بناء الدار ونحوها. وإما أن يكون إشارة إلى ما نص عليه جماعة من الحكماء والمتكلمين من أن الجواهر والاعراض المقدرة بالنسبة إلى حقيقتها لا توصف بلون ولا ذوق ولا وزن ولا طول ولا عرض، وإنما تلك لوازمها بالنظر إلى وجودها الخارجي.
ألا ترى أنك تعرف الانسان بأنه حيوان ناطق، فهذه الحقيقة لا تتصف بالنظر إلى ذاتها بشئ من الأمور المذكورة. نعم إذا وجد الانسان في الخارج قارنه التشكل والتحديد والذوق والوزن ونحو ذلك، فيكون قوله (خلقين اثنين) عبارة عن جميع المخلوقات لا الحروف وحدها.
1) لان التقدير والمقدر من الأمور الإضافية التي لا يحتاج في التعريف إلى أمر ثالث.
2) أما المقدر، فمدرك بالتقدير. وأما التقدير، فمدرك بنفسه كما تقدم.