عبادته، ومن عيوب الأعمال التي تفسد العمل وتخرجه من طاعة الله جل جلاله إلى معصيته، ومن ترتيب الأبواب والفصول على وصف غريب في المأمول والمقبول، ومن ذكر أسانيد لبعض ما يستغرب من الروايات، ومن فضائل كانت مستورة للعبادات، ومن تعظيم الله جل جلاله تعظيما يستصغر معه عمل كل عامل، ومن تعظيم لرسوله صلوات الله عليه وآله يعرف به قدر حقه الكامل ومن تعظيم لنوابه صلوات الله عليهم بما لم نجد مثله مجتمعا في كتب الأواخر والأوائل، وإذا وقفت على ما اشتمل عليه، وجدت تحقيق ما أشرنا إليه.
فصل: مع انني أقول: إن الله جل جلاله انزل كتبه الشريفة وبعث رسله صلوات الله عليهم بالعبادات والسعادات المنيفة، وعلم أن أكثر عباده لا يقبلون ولا يعملون ولا ينتفع بذلك الا الأقلون، ولم يمنعه اعراض الأكثرين ولا جهل الجاهلين ولا معاندة الجاحدين من انزال الكتب وارسال المرسلين.
ونحن على ذلك السبيل سائرون وبه مهتدون ومقتدون واليه ناظرون وبين يديه حاضرون، وله عاملون واليه داعون وبه راضون والى القدوم عليه صائرون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
فصل: واعلم أنه لو كان علم انسان ان قماشا قد كسد بين العباد في بلد من البلاد حتى لا ينفق بينهم ولو بذل صاحبه فيه غاية الاجتهاد ويعلم انه يأتي يوم ينفق ذلك القماش فيه ويبلغ اليسير منه اضعاف ثمنه لطالبيه، فهل يمنعه من لم يعرف ما عرف مما يؤول حال القماش إليه (2) وتأليفه واحرازه والحرص عليه.
ونحن على يقين ان لهذا الذي صنفناه وقت نفاق وميدان سياق وعقبات ندامات على التفريط في تحصيل القماش الذي رغبنا في جمعه ودعونا العباد إلى نفعه.
فصل: مع أن الذي عملنا هذا العمل لأجله قد كان سلفنا اجره أكثر من استحقاقنا على فعله وأعطانا في الحال الحاضرة ما لم تبلغ امالنا إلى مثله، ووعدنا وعد الصدق بما لا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين من فضله.
فقد استوفينا أصناف اجرة ما صنفناه ووصفناه، ومهما حصل بعد ذلك إذا عمل