أما بعد فقد كنت أمرتك أن تنزل دير أبي موسى حتى يأتيك أمري وذلك أني لم أكن علمت 1 أين توجه القوم وقد بلغني أنهم أخذوا نحو قرية من قرى السواد 2 يقال لها نفر فاتبع آثارهم وسل عنهم فإنهم قد قتلوا رجلا مسلما من أهل - السواد مصليا فإذا أنت لحقتهم 3 فارددهم إلي، فإن أبوا فناجزهم واستعن بالله عليهم فإنهم قد فارقوا الحق، وسفكوا الدم الحرام، وأخافوا السبيل، والسلام.
قال عبد الله بن وأل: فأخذت الكتاب منه وخرجت من عنده وأنا يومئذ شاب حدث فمضيت به غير بعيد فرجعت إليه فقلت: يا أمير المؤمنين ألا أمضي مع زياد بن خصفة إلى عدوك إذا دفعت إليه الكتاب؟ - فقال: يا ابن أخي افعل، فوالله إني لأرجو أن تكون من أعواني على الحق وأنصاري على القوم الظالمين، فقلت: يا أمير المؤمنين أنا والله كذلك ومن أولئك، وأنا والله حيث تحب. قال ابن وأل:
فوالله ما أحب أن بمقالة علي عليه السلام حمر النعم 4.
قال: ثم مضيت إلى زياد بكتاب علي عليه السلام وأنا على فرس لي رائع 5 كريم