فان قال قائل ولم قلتم ان هذه الاعراض محدثة ولم أنكرتم أن تكون قديمة مع الجسم لم تزل قيل له لأنا وجدنا المجتمع إذا فرق بطل منه الاجتماع وحدث له الافتراق وكذلك المفترق إذا جمع بطل منه الافتراق وحدث له الاجتماع والقديم هو قديم لنفسه فلا يجوز عليه الحدوث والبطلان فثبت ان الاجتماع والافتراق محدثان و كذلك القول في سائر الاعراض ألا ترى انها تبطل بأضدادها ثم يحدث بعد ذلك وما جاز عليه الحدوث والبطلان لا يكون الا محدثا وأيضا فان الموجود القديم الذي لم يزل لا يحتاج في وجوده إلى موجد فعلم أن الوجود أولى به من العدم لأنه لو لم يكن الوجود أولى به من العدم لم يوجد الا بموجد وإذا كان ذلك كذلك علمنا أن القديم لا يجوز عليه البطلان إذ كان الوجود أولى به من العدم وان ما جاز عليه أن يبطل لا يكون قديما فان قال قائل ولم قلتم ان ما لم يتقدم المحدث هو ما كان بعد ان لم يكن والقديم هو الموجود لم يزل والموجود
(٥٤)