قلتم أن الجسم لا يخلو من الاجتماع والافتراق والحركة والسكون ولم أنكرتم أن يكون قد خلا فيما لم يزل من ذلك فلا يدل ذلك على حدوثه قيل له لو جاز أن يكون قد خلا فيما لم يزل مضى من الاجتماع والافتراق والحركة والسكون لجاز أن يخلو منها الان ونحن نشاهده فلما لم يجز أن يوجد أجسام غير مجتمعة ولا مفترقة علمنا أنها لم تخل من ذلك فيما مضى فان قيل ولم أنكرتم أن يكون قد خلا من ذلك فيما مضى وإن كان لا يجوز أن يخلو الان منه قيل له ان الأزمنة والأمكنة لا يؤثران في هذا الباب ألا ترى ان قائلا لو قال كنت أخلو من ذلك عام أول أو منذ عشرين سنة وان ذلك سيمكنني أو يمكنني بالشام دون العراق أو بالعراق دون الحجاز لكان عند أهل العقل مخبلا جاهلا و المصدق له جاهل فعلمنا أن الأزمنة والأمكنة لا يؤثران في ذلك وإذا لم يكن لها حكم ولا تأثير في هذا الباب فواجب أن يكون حكم الجسم فيما مضى وفيما يستقبل حكمه الان وإذا كان لا يجوز أن يخلو الجسم
(٥٢)