لم يزل يجب أن يكون متقدما لما قد كان بعد ان لم يكن وما لم يتقدم المحدث فحظه في الوجود حظ المحدث لأنه ليس له من التقدم الا ما للمحدث وإذا كان ذلك كذلك وكان المحدث بما له من الحظ في الوجود والتقدم لا يكون قديما بل يكون محدثا فكذلك ما شاركه في علته وساواه في الوجود ولم يتقدمه فواجب أن يكون محدثا فان قال أوليس الجسم لا يخلو من الاعراض ولا يجب أن يكون عرضا فما أنكرتم أن لا يخلو من الحوادث ولا يجب أن يكون محدثا قيل له أن وصفنا العرض بأنه عرض ليس هو من صفات التقدم والتأخر انما هو اخبار عن أجناسها والجسم إذا لم يتقدمها فليس يجب أن يصير من جنسها فلهذا لا يجب أن يكون الجسم وان لم يتقدم الاعراض عرضا إذا لم يشاركها فيما له كانت الاعراض اعراضا ووصفنا القديم انه قديم هو اخبار عن تقدمه ووجوده لا إلى أول ووصفنا المحدث بأنه محدث هو اخبار عن كونه إلى غاية ونهاية وابتداء وأول وإذا كان ذلك كذلك
(٥٥)