المعينين جميعا وأن يكون كل شئ خلا من أن يكون فيه معنى مجتمعا مفترقا حتى كان يجب أن يكون الاعراض مجتمعة متفرقة لأنها قد خلت من المعاني وقد تبين بطلان ذلك وفي بطلان ذلك دليل على أنه انما كان مجتمعا لحدوث معنى ومفترقا لحدوث معنى وكذلك القول في الحركة والسكون وساير الاعراض فان قال قائل فإذا قلتم ان المجتمع انما يصير مجتمعا لوجود الاجتماع ومفترقا لوجود الافتراق فما أنكرتم من أن يصير مجتمعا مفترقا لوجودهما فيه كما ألزمتم ذلك من يقول أن المجتمع انما يصير مجتمعا لا انتفاء الافتراق أو مفترقا لانتفاء الاجتماع قيل له أن الاجتماع والافتراق هما ضدان والأضداد تتضاد في الوجود فليس يجوز وجودهما في حال لتضادهما وليس هذا حكمهما في النفي لأنه لا ينكر انتفاء الأضداد في حالة واحدة كما ينكر وجودهما فلهذا ما قلنا أن الجسم لو كان مجتمعا لانتفاء الافتراق ومفترقا لانتفاء الاجتماع لوجب أن يصير مجتمعا مفترقا لانتفاءهما الا ترى أنه قد ينتفى
(٥٠)