عن الأحمر السواد والبياض مع تضادهما وانه لا يجوز وجودهما و اجتماعهما في حال واحد فيثبت أن انتفاء الأضداد لا ينكر في حالة واحدة كما ينكر وجودهما وأيضا فان القائل بهذا القول قد أثبت الاجتماع والافتراق والحركة والسكون وأوجب أن لا يجوز خلو الجسم منها لأنه إذا خلا منها يجب أن يكون مجتمعا مفترقا ومتحركا ساكنا إذ كان لخلوه منها ما يوصف بهذا الحكم وإذا كان ذلك كذلك وكان الجسم لا يخلو (لم يخل خ ل) من هذه الحوادث يجب أن يكون محدثا ويدل على ذلك أيضا ان الانسان قد يؤمر بالاجتماع والافتراق والحركة و السكون ويفعل ذ لك ويحمد به ويشكر عليه ويذم عليه إذا كان قبيحا وقد علمنا أنه لا يجوز أن يؤمر بالجسم ولا أن ينهى عنه ولا أن يمدح به من أجله ولا يذم له فواجب أن يكون الذي أمر به ونهى عنه واستحق من أجله المدح والذم غير الذي لا يجوز أن يؤمر به ولا أن ينهى عنه ولا أن يستحق المدح والذم به فوجب بذلك اثبات الاعراض فان قالوا فلم
(٥١)