مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) - الميرجهاني - ج ٣ - الصفحة ٤٦
رحمه الله سمعت من أثق بدينه ومعرفته باللغة والكلام يقول إن قول القائل واحد واثنين و ثلاثة إلى اخره انما وضع في أصل اللغة للإبانة عن كمية ما يقال عليه لا لان له مسمى يتسمى به بعينه أو لان له معنى سوى ما يتعلمه الانسان لمعرفة الحساب ويدور عليه عقد الأصابع عند ضبط الاعداد والعشرات والمئات والألوف ولذلك متى أراد مريدان يخبر غيره عن كمية شئ بعينه سماه باسمه الأخص ثم قرن لفظ الواحد به وعلقه عليه يدل به على كمية لا على ما عدا ذلك من أوصافه ومن أجله يقول القائل درهم واحد وانما يعنى به انه درهم فقط وقد يكون الدرهم درهما بالوزن ودرهما بالضرب فإذا أراد المخبران يخبر عن وزنه قال درهم واحد بالوزن وإذا أراد أن يخبر عن ضربه قال درهم واحد بالعدد ودرهم واحد بالضرب وعلى هذا الأصل يقول القائل هو رجل واحد وقد يكون الرجل واحدا بمعنى انه انسان وليس بانسانين ورجل ليس برجلين وشخص ليس بشخصين ويكون واحدا في الفضل واحدا في العلم واحدا في السخاء واحدا في الشجاعة وإذا أراد القائل أن يخبر عن كمية قال هو رجل واحد فدل ذلك على أنه لا ثاني له في الفضل فإذا أراد أن يدل على علمه قال إنه واحد في علمه فلو دل قوله على واحد بمجرده على الفضل والعلم كما دل بمجرده على الكمية لكان كل من أطلق عليه لفظ واحد أراد فاضلا لا ثاني له في فضله وعالما لا ثاني له في علمه وجوادا لا ثاني له في جوده فلما لم يكن كذلك صح انه بمجرده لا يدل الا على كمية الشئ دون غيره ولم يكن لما أضيف إليه من قول القائل واحد عصره ودهره معنى ولا كان لتقييده بالعلم والشجاعة معنى لأنه كان يدل بغير تلك الزيادة وبغير ذلك التقييد على غاية الفضل وغاية العلم والشجاعة فلما احتيج معه إلى زيادة لفظ واحتيج على التقييد بشئ صح ما قلناه فقد تقرران لفظة القائل واحد إذا قيل على الشئ دل بمجرده على كميته في ا سمه الأخص ويدل بما يقترن به على فضل المقول عليه وعلى كماله وعلى توحده بفضله وعلمه وجوده وتبين ان الدرهم الواحد قد يكون درهما واحدا بالوزن ودرهما واحدا بالعدد و درهما واحدا بالضرب وقد يكون بالوزن درهمين وبالضرب درهما واحدا وقد يكون بالدوانيق ستة وبالفلوس ستين فلسا ويكون بالاجزاء كثيرا وكذلك يكون العبد عبدا واحدا ولا يكون عبدين بوجه وشخصا واحدا ولا يكون شخصين بوجه ويكون أجزاء كثيرة وابعاضا كثيرة وكل بعض من أبعاضها يكون جواهر كثيرة متحدة اتحد بعضها ببعض وتركب بعضها مع بعض ولا يكون العبد واحدا وإن كان كل واحد منه في نفسه هو عبد واحد وانما لم يكن العبد واحد لأنه ما من عبد الا وله
(٤٦)
مفاتيح البحث: السخاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبته عليه السلام في جواب من قال له من أصحابه لو استنفرت الناس 2
2 كلامه عليه السلام في جواب العباس حيث قال له ما ترى عمر منعه من أن يعزم قنفذا كما أعزم جميع عماله 14
3 كلامه عليه السلام في بيان قول النبي صلى الله عليه وآله منهومان لا يشبعان وغيره من المواعظ البالغة 21
4 كلامه عليه السلام لما بلغه ان عمرو بن العاص خطب الناس بالشام 25
5 كلامه عليه السلام بعد نقل كتاب أرسله معاوية إليه 27
6 كلامه عليه السلام أيضا في المقام 31
7 كلامه عليه السلام في بعض وصاياه لابنه الحسن عليه السلام 38
8 من خطبه عليه السلام بعد موت النبي صلى الله عليه وآله 42
9 كلامه في جواب الأعرابي الذي قال له يوم الجمل أتقول ان الله واحد 45
10 كلامه في بيان ان للجسم ستة أحوال 48
11 كلامه عليه السلام في القدر 57
12 كلامه في جواب من قال له احترس فانا نخشى أن يقاتلك 58
13 كلامه في الرد على الثنوية والزنادقة 61
14 كلامه عليه السلام في حروف الهجاء 78
15 كلامه في معنى البسملة 80
16 كلامه في معنى فصول الاذان 82
17 كلامه في جواب السائل عن قدرة الله 88
18 كلامه في الأرزاق 90
19 كلامه لما وقف على الخوارج ووعظهم وذكرهم وحذرهم القتال 91
20 كلامه فيما أكرم الله بها نبيه 91
21 خطبته حين قام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين صف لنا ربك 95
22 كلامه في جواب من سئله هل كان في الأرض خلق من خلق الله تعالى يعبدون الله قبل آدم وذريته 102
23 كلامه في معنى عرشه على الماء 111
24 كلامه في أول ما خلق الله 115
25 كلامه أيضا في هذا المقام 116
26 كلامه في أن المطر ماء قريب العهد بالعرش 117
27 كلامه عند منصرفه من وقعة النهروان 119
28 كلامه في أنه أخو رسول الله ووزيره 152
29 كلامه في وصية أبيه أبي طالب 152
30 كلامه لما ضرب وحف به القواد وقيل له أوص 157
31 كلامه بعد تكاتب أهل همدان والري وأصبهان وقومس وغيرها 162
32 كلامه في خصائصه عليه السلام 164
33 كلامه في الموعظة والنصيحة 185
34 كلامه في حالات الأعمال 186
35 كلامه في ان الله أخفى أربعة في أربعة 187
36 كلامه في ان ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم 188
37 كلامه في أن عشرة يفتنون أنفسهم وغيرهم 188
38 كلامه في أن طلب العلم على ثلاثة أقسام 189
39 كلامه في قوام الدين 190
40 كلامه في خلق نور محمد (ص) 191
41 كلامه في علامات التقوى 194
42 كلامه في بعض السنن 195
43 كلامه في بعض الآداب 197
44 في جواب الطبيب اليوناني 198
45 احتجاجه مع أبي بكر 201
46 احتجاجه مع الطبيب اليوناني 208
47 احتجاجه على الدهقان المنجم 211
48 احتجاجه على أصحاب الشورى 215
49 كلامه عليه السلام في بيان ان وليهم ولي الله 221
50 كلامه فيما يمثل على ابن آدم في آخر يومه من أيام الدنيا وأول يومه من أيام الآخرة 231
51 في بيان فضائل شيعته 234
52 كلامه مع أخنف في صفات أصحابه 235
53 كلامه في بيان علة بكائه 240
54 كلامه لما بلغ به موت رجل من أصحابه 241
55 خطبته لما بلغه ان قوما من أصحابه خاضوا في التعديل والتجوير 243
56 كلامه مع الحارث الهمداني 244
57 كلامه في الموعظة 247
58 كلامه في خليلين مؤمنين وخليلين كافرين 249
59 خطبته في الموعظة 252
60 خطبته أيضا في المقام 252
61 كلامه بعد تلاوة آية انا نحن نحيي الموتى الخ 254
62 كلامه في أبغض الخلق إلى الله 255
63 كلامه في بيان فضيلة العلم والعالم 257
64 كلامه في بيان ان الدهر ثلاثة أيام 258
65 كلامه في جواب من قال كيف أصبحت 260
66 كلامه في بيان بعض فضائله 261
67 كلامه في بيان ان رب عالم قتله جهله 263
68 كلامه في بيان أسامي يوم قتل الثاني 264
69 كلامه في علامات خروج الدجال 266
70 في بيان صفات شيعته 271
71 كلامه في بيان ان الناس على ثلاثة أقسام 274
72 كلامه في جواب حجر بن عدي وعمرو بن الحمق لما أظهر البراءة من أهل الشام في حضوره 277
73 كلامه لما مر بأهل راية فرآهم لا يزولون عن موقفهم فحرض عليهم الناس 278
74 خطبة خطبها في مسجد الكوفة 279
75 كلامه حين قدم الكوفة من البصرة 282
76 كلامه مخاطبا لمعاشر المسلمين 283
77 كلامه لما قام إليه أهل الكوفة 284
78 كلامه حين جمع إليه أهل الكوفة 284
79 كلامه لما فرغ من أهل النهر 286
80 خطبة خطبها حين نزول الكوفة 287
81 تنظيره العالم بالحديقة 288
82 من خطبه حين جمع من بايعه من الناس 289
83 خطبة خطبها حين أرسل معاوية إليه رجالا 290
84 كلامه مع جابر بن عبد الله إذ أعاده جابر من بعض علله 291
85 خطبته في الموعظة 293
86 كلامه في جواب من قال له يا أمير المؤمنين ما الايمان 296
87 كلامه في الوعظ والنصيحة 298
88 خطبة خطبها لهمام وفيها اختلاف مع ما في النهج 299
89 كلامه في الوعظ والنصيحة 306
90 كلامه في ذم الدنيا وأهله 311
91 كلامه في المواعظ والحكم 320
92 خطبته في التوصية بالتقوى 321
93 خطبته بعد أخذ البيعة له عن الناس 324
94 خطبته لما بويع عليه السلام 326
95 خطبته بعد قدومه من حرب النهروان 327
96 كلامه في الوعظ والنصيحة 329
97 كلامه في جواب من سئله عن اختلاف الناس 330
98 كلامه في بيان بعض خصائصه 331