والحمل على كتاب الله عز وجل ووصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واعطاء كل امرئ منهم ما جعله الله له ومنعه ما لم يجعل الله له أزالها عني إلى ابن عفان رجل لم يستويه وبواحد ممن حضره حال قط فضلا عمن دونهم لا يبدر التي هي سنام فخرهم ولا غيرها من المأثر التي أكرم الله بها رسوله ومن اختصه معه من أهل بيته ثم لم اعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك حتى ظهرت ندامتهم ونكصوا على أعقابهم وأحال بعضهم على بعض كل يلوم نفسه ويلوم أصحابه ثم لم تطل الأيام بالمستبد بالامر ابن عفان حتى أكفروه وتبرأوا منه ومشى إلى أصحابه خاصة وساير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذه يستقيلهم من بيعته ويتوب إلى الله من فلتته فكانت هذه يا أخا اليهود أكبر من أختها وأفظع وأحرى أن لا يصبر عليها فنالني منها الذي لا يبلغ وصفه ولا يحد وقته ولم يكن عندي فيها إلا الصبر على
(١٤٠)