كان يقطع الدروع الدلاص وتصطلم الرجال الحراص وبي كان تفرى جماجم البهم وهام الأبطال إذا فزعت تيم إلى الفرار وعدى إلى الانتكاص إما وانى لو أسلمت قريشا للمنايا والحتوف وتركتها فحصدها سيوف الغوانم (العرازم) ووطئتها خيول الأعاجم وكرات والأعادي وحملات الأعالي وطحنتهم سنابك الصافنات وحوافر الصاهلات في مواقف الأزل والهزل في ظلال (طلاب) الأعنة وبريق الأسنة ما بقوا لهضمي ولا عاشوا لظلي وما قالوا انك لحريص منهم اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق فانى مهدت مهاد نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورفعت اعلام دينك وأعلنت منار رسولك فوثبوا على وغالبوني ونالوني (وقالوني) وواتروني فقام إليه أبو حازم الأنصاري فقال يا أمير المؤمنين أبو بكر وعمر ظلماك أحقك أخذوا على الباطل مضيا أم على حق كانا أعلى صواب أقاما أم ميراثك غصبا أفهمنا لنعلم باطلهم من حقك أو نعلم حقهما من حقك أبراك امرك
(١٥٨)