كذا وجدت في النسخة والظاهران هذه العبارة لا تخلو عن التصحيف والصحيح ما نقلها صاحب المجمع وهي هذه كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة والثياب المتداعية قال الفاضل ابن ميثم البكار العمدة التي انشدخ باطن أسنمتها أي انكسر لثقل الحمل وتسمى العمدة لذلك ووجه شبه مداراتهم بمداراتها قوة المداراة وكثرتها والبكار جمع بكرة حضها لأنها أشد تضجرا بالحمل عند ذلك الداء وأشار إلى وجه شبهها بمدارات الثياب المتتابعة في التمزق بقوله عليه السلام كلما حيصت من جانب تهتكت من آخر وحيصت حيطت وجمعت أي كلما أصلح حال بعضهم وجمعهم للحرب فسد بعض آخر عليه وتفرق عنه والبكارة بالفتح وهي الناقة إذا ولدت.
30 - ومن خطبه عليه السلام ارشاد المفيد وهو محمد بن محمد بن النعمان المتوفى في الثالث عشر من العشر الثاني من المأة الرابعة من الهجرة أخذت من نسخته المطبوعة في طهران سنة 1377 ه ص 118 قال ولما توجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى البصرة نزل الربذة فلقاه بها اخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه وهو في خبائه قال ابن عباس رضي الله عنه فاتيته وهو (فوجدته) يخصف نعلا فقلت له نحن إلى أن تصلح امرنا أحوج منا إلى ما تصنع فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمها إلى صاحبها وقال لي قومهما فقلت ليس لهما قيمة قال على ذاك قلت كسر درهم قال والله لهما أحب إلى من امركم هذا الا ان أقيم حقا أو ادفع باطلا قلت إن الحاج قد اجتمعوا ليسمعوا من كلامك فتأذن لي ان أتكلم فإن كان حسنا كان منك وإن كان غير ذلك كان منى قال لا انا أتكلم ثم وضع يده على صدري و كان شثن الكفين ثم قام فأخذت بثوبه وقلت نشدتك الله والرحم قال لا تنشدني ثم جرج فاجتمعوا عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وليس في العرب أحد يقرء كتابا ولا يدعى نبوة فساق الناس إلى منجاتهم أم والله ما زلت في ساقتها ما غيرت وما بدلت ولا خنت حتى تولت بحذافيرها مالي ولقريش أم والله لا بقرن الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته