وجب على المولى يوم الزحف دبره وكنتم فيما ارى من الهالكين ولقد هون على بعض وجدى وشفا بعض حاج نفسي انى أرايتكم باخرة حزتموهم كما حازوكم وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم تحوزونهم بالسيوف ليركب أولهم آخرهم كالإبل المطرودة الهيم فالآن فاصبروا أنزلت عليكم السكينة وثبتكم الله باليقين وليعلم المنهزم انه مسخط لربه وموبق نفسه وفى الفرار موجدة الله عليه والذل اللازم وفساد العيش وان الفار لا يزيد الفرار في عمره ولا يرضى ربه فموت الرجل محقا قبل اتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبس بها والاقرار عليها أقول قوله جولتكم يقال جال جولة إذا دار ومنه قوله وللباطل جولة فقوله جولتكم أي عدم استقراركم على الحرب وعدم اطمئنانكم إليه وقوله انجيازكم أي عدو لكم عن الحرب ها ميم العرب لعله أراد به شجعان العرب وساداتهم السنام أولو الدرجات الرفيعة يوم الزحف أي الجهاد حاج نفسي أي سلامة نفسي 15 - ومن كلامه عليه السلام كتاب النصر ص 207 قال وحدثني رجل عن مالك الجهني عن زيد بن وهب أن عليا مر على جماعة من أهل الشام بصفين فيهم الوليد بن عقبة وهو يشتمونه ويقصبونه فاخبروه بذلك فوقف في ناس من أصحابه فقال انهدوا إليهم وعليكم السكينة وسيماء الصالحين و وقار الاسلام والله لأقرب قوم إلى الجهل بالله عز وجل قوم قائدهم
(٥٨)