جهنم وكان أبواب الرحمة قد انفتحت لأهل الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة برحمتهم وتعسا لأهل النار بمثواهم ان عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه ولم يحبنا من يحب مبغضنا فان ذلك لا يجتمع في قلب واحد وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه نحن النجباء وفرطنا فرط الأنبياء وانا وصى الأنبياء وانا حزب الله ورسوله والفئة الباغية حزب الشيطان فمن أحب ان يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فان وجد فيه شيئا من بغضنا فليعلم ان الله عدوه وجبريل وميكال والله عدو للكافرين إلى هنا تم الجزء الأول بعون الله تعالى ويتلوه الجزء الثاني بفضله إن شاء الله بحول الله وقوته وحسن توفيقه وهدايته ومنه وعنايته قد فرغت من تسويد هذا الجزء الأول من كتابي مصباح البلاغة في مشكاة الصياغة حاو لشطر من خطب باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وكلماته وحكمه التي كانت متشتة في طي كتب الفريقين من الموالفين والمخالفين فصار بحمد الله تعالى مصباحا لمن استصبح به واستضاء بنوره وكان فراغي من تسويده وتأليفه طليعة فجر يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الثاني من شهور سنة سبع وثمانين وثلاثمأة بعد الألف من الهجرة المقدسة النبوية على مهاجرها آلاف الصلوات والتحيات وانا المفتقر إلى غفران ربه والمعتصم بحبل ولاية أوليائه الاثني عشر حسن بن علي المير جهانى الطباطبائي الجرقوئي
(٣٤٦)