رفعوها خديعة ومكرا ومكيدة وغدرا فامضوا إلى حقكم و قتالكم فأبيتم على وقلتم اقبل منهم فان أجابونا إلى ما في الكتاب جامعونا على ما نحن عليه من الحق وان أبوا كان أعظم لحجتنا عليهم فقبلت منهم وكففت عنهم وكان الصلح بينكم و بينهم على رجلين حكمين يحييان ما أحيا القرآن ويميتان ما أمات القرآن فاختلف رأيهما وتفرق حكمهما ونبذا حكم القرآن وخالفا ما في الكتاب واتبعا اهوائهما بغير هدى من الله فجنبهما الله السداد وركبهما في الضلال وانحازت فرقة عنا فتركناهم وما تركونا فقلنا ادفعوا إلينا قتلة اخواننا ثم كتاب الله بيننا وبينكم فقالوا كلنا قتلهم وكلنا استحل دماءهم ودمائكم فشدت عليهم خيلنا فصرعهم الله مصارع الظالمين أقول: قد نقل الرضي رضي الله عنه بعض فقرات هذه الخطبة في النهج رأيت نقل مالم ينقل هناك تتميما للفائدة وتوفير العائدة الحنق محركة الغيظ الرافد المعين قوله فأغضيت على القذا أي أدينت الجفون مما وقع في العين قوله وتجرعت على الشجى أي بلعت على ما اعترض في حلقى العلقم الحنظل وكل شئ طعمه مر قوله حز الشفار أي قطع السيوف تفاقمت الأمور أي لم تجر على الاستواء تداككتم على تداكك الهيم أي ازدحمتم
(١٥٥)