من سيف الآخرة استعينوا بالصدق والصبر فإنه بعد الصبر ينزل النصر أقول قوله صفا كأنهم بنيان مرصوص أي لاصق بعضه ببعض وتراص القوم بالصف أي تلاصقوا حتى لا يكون بينهم فرج والأصل في ذلك رص البناء الدارع الذي عليه درع من الحديد والحاسر من لا مغفر له ولا درع أو لاجنة له وفحل عدل عن الضراب عضوا على الأضراس أي شد وأعلى الاستمساك بها قوله فإنه أنبأ للسيوف عن الهام قال في المجمع قيل هو من الانباء وهو الابعاد قوله اربط نفسه عن الفرار لشجاعته قوله ما نعى الذمار ذمار الرجل مما ورائه ويحق عليه ان يحميه ولزمه حفظه القرن بالكسر كفو الرجل في الشجاعة (قد نقل الرضي بعض فقراتها في النهج) 12 - ومن خطبه عليه السلام كتاب النصر ص 119 عن عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال لما كان غداة الخميس صلى على فغلس بالغدوة ما رأيت عليا غلس بالغداة أشد من تغليسه يومئذ ثم خرج بالناس إلى أهل الشام فزحف إليهم وكان هو يبدأهم فيسير إليهم فإذا رأوه وقد زحف استقبلوه بزحوفهم قال وقال نصر فحدثني ملك بن أعين عن زيد بن وهب أن عليا خرج إليهم فاستقبلوه فقال (عليه السلام) اللهم رب السقف المحفوظ الكفوف الذي جعلته مغيضا لليل والنهار وجعلت فيه مجرى الشمس والقمر ومنازل الكواكب والنجوم وجعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسئمون العبادة ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام والهوام والانعام ومالا يحصى مما لا يرى ومما يرى من خلقك العظيم ورب الفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض ورب البحر المسجور (المحيط بالعالم) ورب العالمين
(٥٥)