باب الكلام في مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: (يا أيها المدثر. قم فأنذر وربك فكبر).
إعلم: ان الطائفة قد اجتمعت على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان رسولا نبيا. مستخفيا يصوم ويصلى على خلاف ما كانت قريش تفعله مذ كلفه الله تعالى. فإذا أتت أربعون سنة. أمر الله عز وجل جبرئيل " عليه السلام " أن يهبط إليه بإظهار الرسالة. وذلك في يوم السابع والعشرين من شهر الله الأصم. فاجتاز بميكائيل فقال: أين تريد؟ فقال له: قد بعث الله جل وعز نبينا نبي الرحمة. وأمرني ان اهبط إليه بالرسالة فقال له: ميكائيل فأجئ معك قال له: نعم فنزلا، ووجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) نائما بالأبطح. بين أمير المؤمنين وجعفر بن أبي طالب. فجلس جبرئيل عند رأسه. وميكائيل عند رجليه. ولم ينبهه جبرئيل اعظاما له. فقال ميكائيل لجبرئيل: إلى أيهم بعثت؟ قال: إلى الأوسط فأراد جبرئيل ان ينبهه فمنعه جبرئيل. ثم انتبه النبي (صلى الله عليه وآله). فأدى إليه جبرئيل الرسالة عن الله تعالى. فلما نهض جبرئيل " عليه السلام " ليقوم. أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثوبه. ثم قال:
ما اسمك؟ قال له جبرئيل. ثم نهض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلحقه بغنمه. فما مر بشجرة ولا مدرة إلا سلمت عليه. وهنأته ثم كان جبرئيل " عليه السلام " يأتيه. فلا يدنوا منه إلا بعد أن يستأذن عليه. فأتاه يوما وهو بأعلى مكة. فغمز بعقبه بناحية الوادي فانفجرت عين توضأ جبرئيل " عليه السلام " وتوضأ الرسول صلى الله عليه وسلم ثم صلى الظهر. وهي أول صلاة فرضها الله عز وجل. وصلى أمير المؤمنين " عليه السلام " تلك الصلاة مع رسول الله. ورجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يومه إلى خديجة، فأخبرها فتوضأت وصلت صلاة العصر من ذلك اليوم، ثم أنزل الله عز وجل وانذر عشيرتك الأقربين. فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني هاشم وهم نحو أربعين رجلا، وأمير المؤمنين " عليه السلام " فأنضج لهم رجل شاة، وخبز لهم صاعا من طعام، وجاء بعس من لبن. ثم أدخل إليه منهم عشرة فأكلوا حتى صدروا وان منهم لمن يأكل الجذعة، ويشرب الفرق ثم جعل يدخل إليه عشرة عشرة حتى أكلوا جميعا وصدروا ثم قال لهم: انى بعثت إلى الأسود والأبيض والأحمر وان الله عز وجل أمرني ان أنذر عشيرتي الأقربين وانى لا أملك لكم من الله حظا إلا أن تقولوا: لا إله إلا الله، فقال أبو لهب لعنه الله: لهذا دعوتنا ثم تفرقوا عنه. فأنزل