قال: اخرج يا عدو الله، فانى لم أؤمر بك قال: وطبق الماء على الأرض من جبال ما بلغ ركبتي عوج، وعاش عوج ثلاثة آلاف سنة، وكان لموسى عسكر فرسخا في فرسخ قال: فجاء عوج حتى نظر إلى عسكر موسى. ثم جاء إلى الجبل حتى قطع منه صخرة قدر العسكر ثم حملها ليطبقها على عسكر موسى ومن معه من العسكر. فبعث الله إليه الهدهد ومعه هذا المسن حتى قطع الصخرة فانتقبت فوقعت في عنق عوج، فطوقته فصرعته واقبل موسى وطول موسى عشر أذرع، وطول عصاه عشرة أذرع وتراقي السماء عشرة أذرع، فما أصاب إلا كعبه فقتله.
قال نوف: فلما قتله وقع على نيل مصر فجسرهم سنة - يعنى صار جسر لهم - فقال وكان مجلسه الذي يجلس فيه ثمنمائة ذراع بذراع الملك في عرض أربعمائة ذراع بذراع الملك.
وقال وهب بن منبه: ان ذي القرنين أتى على قاف، وهو جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء. خضرة السماء منه، وحوله جبال صغار فقال له: من أنت؟ فقال أنا قاف فقال: يا قاف ما هذه الجبال من حولك؟ قال: هي عروقي، وإذا أراد الله ان يزلزل الأرض، أمرني فحركت عرقا من عروقي فزلزلت الأرض فقال: يا قاف فأخبرني بشئ من عظمة الله، فقال إن شأن ربنا لعظيم، تقصر عنه الصفات وتنقضي دونه الأوهام.
قال: أخبرني بأدنى ما يوصف منها. قال: إن ورائي لأرضا مسيرة خمسمائة عام في عرض خمسمائة عام من جبال ثلج يحطم بعضها بعضا، لولا ذلك لاحترقت من حر جهنم قال زدني قال: وان من وراء ذلك لأرضا من برد طولها وعرضها مملوءة، يحطم بعضها بعضا، لولا ذلك لاحترقت من حر جهنم. قال زدني قال: إن جبرئيل " عليه السلام " واقف بين يدي الله ترعد فرائصه يخلق الله من كل رعدة مائة الف ملك والملائكة صفوف بين يدي الله منكسو رؤسهم فإذا اذن الله تعالى لهم في الكلام قالوا: لا إله إلا أنت وهو قوله تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا، لا يتكلمون إلا من اذن له الرحمن وقال صوابا - يعنى بالصواب لا إله إلا الله.
وقال ابن عباس: ان مما خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء حافتاه ياقوتة حمراء كتابه نور وقلمه نور وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر الله فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيى ويميت ويفعل ما يشاء فذلك قوله: (كل يوم