لا تدخلون الجنة حتى تحبوني، وكذب من زعم إنه يحبني ويبغض هذا - يعنى:
عليا عليه السلام.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: في قول الله تعالى: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى يقول: هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي، الاسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو الأداء، والأداء هو العمل، ان المؤمن اخذ دينه عن ربه ولم يأخذ عن رأيه أيها الناس: دينكم دينكم تمسكوا به لا يزيلكم أحد عنه لان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، لان السيئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل.
سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن الايمان، فقال: الايمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين، والعدل والجهاد. فالصبر منها على أربع شعب: على الشوق، والشفق والزهد، والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات، واليقين منها على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتناول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الأولين فمن تبصر في الفطنة تبينت له الحكمة، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين.
والعدل منها على أربع شعب: على غائص الفهم، وغور العلم، وزهرة الحكم ورساخة الحلم. فمن فهم علم عوز العلم، ومن علم عوز العلم صدر عن شرائع الحكم ومن حكم لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا.
والجهاد منها على أربع شعب: على الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين. فمن أمر بالمعروف شد ظهور المؤمنين ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف المنافقين، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه وشنأ الفاسقين، ومن غضب لله غضب الله له وأرضاه يوم القيامة.
والكفر على أربع دعايم: على التعمق، والتنازع. والزيغ. والشقاق. فمن تعمق لم ينسب إلى الحق، ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق، ومن زاغ ساءت