وقد سئل الصادق " عليه السلام ": عن قول الله تعالى: (وان إلى ربك المنتهى) قال:
إذا إنتهى الكلام إلى الله فأمسكوا.
وروى عن أبي جعفر " عليه السلام " إنه قال: تكلموا في خلق ولا تكلموا في الله فإن الكلام في الله لا يزيد إلا تحيرا معناه إنه لا يمكن الكلام في ذات الله إلا بعد الكلام في دلائلها ودلائلها مخلوقة لله ومنصوبة من جهته تعالى.
وسئل الصادق " عليه السلام " عن قول الله عز وجل: (الرحمن على العرش استوى) فقال استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ.
وقال " عليه السلام ": من زعم أن الله من شئ أو في شئ أو على شئ فقد أشرك، ثم قال من زعم أن الله من شئ فقد جعله محدثا، ومن زعم إنه في شئ فقد زعم إنه محصور ومن زعم إنه على شئ فقد جعله محمولا.
وروى عن أمير المؤمنين " عليه السلام " قال له رجل أين المعبود؟ فقال لا يقال له أين لأنه أين الأينية، ولا يقال له كيف لأنه كيف الكيفية، ولا يقال له ما هو لأنه خلق الماهية سبحانه من عظيم تاهت الفطن في تيار أمواج عظمته وحصرت الألباب عن ذكر أزليته وتحيرت العقول في أفلاك ملكوته.
وروى عنه أيضا " عليه السلام " إنه قال: اتقوا الله ان تمثلوا بالرب الذي لا مثل له أو تشبهوه بشئ من خلقه أو تلقوا عليه الأوهام أو تعلموا فيه الفكر أو تضربوا له الأمثال أو تنعتوه بنعوت المخلوقين فإن لمن فعل ذلك نارا.
وقال الرضا " عليه السلام " لم يزل الله تبارك وتعالى عالما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا فقيل له: يا بن رسول الله ان قوما يقولون إنه عز وجل لم يزل عالما بعلم وقادرا بقدرة وحيا بحياة، وقديما بقدم وسميعا بسمع وبصيرا ببصر؟ فقال " عليه السلام " من قال بذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى. وليس من ولايتنا على شئ، ثم قال " عليه السلام ": لم يزل الله تعالى عالما قادرا حيا قديما، سميعا بصيرا لذاته تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.
وقيل للصادق عليه السلام: أخبرنا عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا قادرا عالما؟ قال: نعم، فقيل له فإن رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول إن الله تعالى لم يزل سميعا بسمع، وبصيرا ببصر، وعالما بعلم، وقادرا بقدرة، فغضب عليه السلام