من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون).
وقال في سورة النجم: (وإنه هو أضحك وأبكى وإنه هو أمات وأحيا وإنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى وإن عليه النشأة الأخرى وإنه هو أغنى وأقنى وإنه هو رب الشعرى وإنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل) إلى آخر ما ذكره وكل ذلك أقوى في الدلالة عليه.
وقوله تعالى في سورة الرحمن: (الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان فبأي آلاء ربكما تكذبان).
وقال تعالى في سورة الملك: (أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير).
وقال تعالى في سورة نوح: (ألم تروا كيف خلق سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا).
وذكر في سورة عم يتسائلون: (ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا - إلى قوله: وجنات ألفافا).
وقال تعالى: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) يقال أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسب وبين وصف لنا ربك، فأنزل الله تعالى هذه السورة ولذلك سميت سورة الاخلاص، وسورة نسبة الرب، وسورة الولاية).
وروى عن أمير المؤمنين " عليه السلام " إنه قال الله أحد بلا تأويل عدد. الله الصمد بلا تبعيض به، ولم يلد فيكون إلها مشاركا ولم يولد فيكون موروثا هالكا ولم يكن له كفوا أحد).
واعلم: إن الله تعالى قد ذكر في القرآن أدلة كثيرة على حدوث العالم وعلى إثباته وإثبات صفاته، وما لا يجوز عليه وما يجوز أكثر مما ذكرنا، وإنما لم نورد جملتها مخافة التطويل، وفى هذا القدر كفاية إن شاء الله فينبغي للعاقل ان يتأمل في هذه الآيات وينظر فيها ليحصل له العلم بالله تعالى ويعلم إن ما قاله المتكلمون ليس بخارج من القرآن