والآثار الصحيحة لأنهم قالوا إن النظر في طريق معرفة الله تعالى واجب لأنه لا طريق إلى معرفته إلا النظر لأنه لا يخلوا أن يكون الله تعالى معلوما بضرورة أو باستدلال فإن كان معلوما بضرورة ينبغي ان يتساوى العقلاء في أن الذراع أكبر من الشبر والعشرة أكثر من واحد وإن كان معلوما بالاستدلال: فهو كما قلنا، والله تعالى قال في سورة الأعراف:
(أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ وان عسى أن يكون قد اقترب أجلهم)، يحذر بذلك المكلف حتى لا يخلو في وقت من أوقاته من النظر لأنه لا يأمن من قرب أجله فيكون كالمستعد لما يلزمه من المعرفة.
وقال في سورة الفرقان: (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل، ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا).
وقال تعالى في سورة الروم: (أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض). وقال تعالى في سورة ق: (أفلم ينظروا إلى السماء كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها، وألقينا فيها رواسي، وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب).
ثم قال: (ونزلنا من السماء ماء مباركا)، وأنبتنا به جنات، وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقا) فإن المراد ليتفكروا في النخيل وكيفية تركيب طلعها وفى الرمان وكيفية تنضيد حباتها.
وقال في سورة والذاريات: وفى الأرض آيات للموقنين، وفى أنفسكم أفلا تبصرون وفى السماء رزقكم، وما توعدون فو رب السماء والأرض إنه لحق).
وقال تعالى في سورة عبس: (فلينظر الانسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا، وحدائق غلبا، وفاكهة وأبا).
وقال في سورة الطارق: (فلينظر الانسان مم خلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب).
وقال تعالى في سورة الغاشية: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت، فذكر إنما