وفى سورة الزمر: (ألا هو العزيز الغفار)، وقد بينا ان العزيز هو القادر الذي لا يمنع، والآيات التي تقدمت في باب حدوث الأجسام تدل على قدرته تعالى، ويجب أن يكون تعالى عالما لان أفعاله محكمة متقنة ليس فيها تفاوت، فينبغي أن يكون عالما.
قال تعالى في سورة البقرة: (وهو بكل شئ عليم - وفيها: انى اعلم ما لا تعلمون وما الله بغافل عما تعملون، وفى سورة آل عمران: ان الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء).
وفى سورة المائدة: (جعل الله الكعبة البيت الحرام، قياما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد ذلك لتعلموا إن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وان الله بكل شئ عليم).
وقوله في سورة الأنعام: (وهو الله في السماوات وفى الأرض إن الله يعلم سركم وجهركم، ويعلم ما تكسبون) وقوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)، ويجب أن يكون تعالى حيا لان القادر العالم يستحيل أن يكون ميتا.
قال الله تعالى في سورة البقرة: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) وقال تعالى في آل عمران (ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم).
وقال في سورة حم المؤمن: (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين).
وقال في هذه السورة: (هو الذي يحيى ويميت) والاحياء، والأمانة لا تصح إلا ممن كان حيا.
وقال تعالى في سورة الحديد: (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم، له ملك السماوات والأرض يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شئ عليم) ويجب أن يكون موجودا لان المعدوم لا يوصف بأنه أول وآخر، ولان القادر العالم الحي يستحيل أن يكون معدوما، ويجب أن يكون تعالى قديما بهذه الآية وأيضا فلو كان محدثا لاحتاج إلى محدث كالكتابة يحتاج إلى كاتب، والنساجة إلى ناسج، والبناء إلى بان فلا يخلو أن يكون محدثه قديما أو محدثا