وتصريف الرياح، والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون).
وقوله تعالى في هذه السورة (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله أندادا، وأنتم تعلمون) يدل على حدث العالم والسماء والأرض.
وقال تعالى في هذه السورة أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها. قال إني يحيى هذه الله بعد موتها. فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال: كم لبثت؟ قال: لبثت يوما أو بعض يوم قال: بل لبثت مائة عام. فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه. وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس. وانظر إلى العظام كيف ننشزها. ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال: اعلم إن الله على كل شئ قدير).
(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى قال: أو لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي، قال: فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم) أو كالذي مر، الخ.
قال أبو عبد الله عليه السلام: هو عزيز، وقال أبو جعفر: هو أرميا، وقيل:
هو الخضر عليه السلام، والقرية هي بيت المقدس لما خربها بخت النصر. وقيل هي القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت. خاوية على عروشها معناه خالية، وقيل هي قائمة على أساسها: وقد وقع سقفها.
وقيل إن الله تعالى اماته في أول النهار، وأحياه بعد مائة عام في آخر النهار فلأجل ذلك قال: يوما أو بعض يوم، ثم التفت فرأى بقية من الشمس. قال أو بعض يوم والطعام الذي لم يغيره السنون كان عصيرا وتينا، وعنبا فوجد العصير حلوا، والتين والعنب كما جنيا لم يتغير، وقيل بعثه الله شابا، وأولاد أولاده شيوخ.
وروى أن أمير المؤمنين " عليه السلام " قال إن عزيزا خرج من أهله وامرأته حاملة، وله خمسون سنة، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه. فرجع إلى أهله هو ابن خمسين سنة، فكان ابنه أكبر منه، وذلك من آيات الله. كيف ننشزها - يعنى ينشزها بالزاي.
وروى عن أبي عبد الله " عليه السلام "، ان إبراهيم، رأى جيفة قد مزقتها السباع تأكل منها سباع البر وسباع الهواء، ودواب البحر. فسأل الله تعالى ان يريه كيف