عليه قال ثم سكت وقال لي: لابد ان تجرى مقادير الله، واحكامه يا خيزران مات الواثق وقد قعد المتوكل جعفر، وقد قتل ابن الزيات قلت متى جعلت فداك؟ قال: بعد خروجك بستة أيام.
وكان شخوص أبى الحسن " عليه السلام " من المدينة إلى سر من رأى أن عبد الله بن محمد كان يتولى الحرب والصلاة في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسعى بأبي الحسن " عليه السلام " إلى المتوكل وكان يقصده بالأذى وبلغ أبا الحسن " عليه السلام " سعايته فكتب إلى المتوكل تحامل عبد الله بن محمد وتكذيبه عليه فيما سعى به فتقدم المتوكل بإجابته عن كتابه ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل والقول، وخرجت نسخة الكتاب وهي: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فان أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك مقدر من الأمور فيك وفى أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم، ويثبت به عزك وعزهم ويدخل الامن عليك وعليهم يبتغى بذلك رضاء ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولى من الحرب والصلاة بمدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعندما قذفك به ونسبك إليه من الامر الذي قد علم أمير المؤمنين برائتك منه وصدق نيتك في برك وقولك وانك لم تؤهل نفسك فيما فرقت بطلبه وقد ولى به أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره باكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى امرك ورأيك والتقرب إلى الله تعالى والى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب احداث العهد بك والنظر إليك فان نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت، ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت وانا أحببت أن تكون مع يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك ويسيرون بمسيرك، والامر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين، فما أحد من اخوته وولده وأهل بيته وخاصته الطف منزلة ولا احمد له إثرة ولا هو لهم انظر وعليهم أشفق وبهم أبر واليهم اسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وكتب إبراهيم بن العباس في شهر كذا، ومن سنة ثلاث وأربعين ومئتين فلما وصل الكتاب إلى أبي الحسن " عليه السلام " تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة حتى وصل إلى