من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين.
وقال هذا الحسن بن علي بن محمد الرضا: مات حتف انفه على فراشه وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان، ومن المتطبين فلان وفلان ثم غطى وجهه وصلى عليه وأمره بحمله، ولما دفن جاء جعفر بن علي أخوه إلى أبي وقال اجعلني على مرتبة أخي، وانا أوصل إليك في كل سنة عشرين الف دينارا فزبره أبى وأسمعه ما كرهه.
وقال له يا أحمق: السلطان أطال الله بقائه جرد السيف في الذين زعموا ان أخاك وأباك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيأ له ذلك فان كنت عند شيعة أبيك، وأخيك اماما فلا حاجة بك إلى السلطان يرتبك مراتبهم، ولا غير السلطان وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا واستقله أبى عند ذلك، واستضعفه وأمر ان يحجب عنه فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبى وخرجنا وهو على تلك الحال، والسلطان يطلب اثر الولد للحسن بن علي إلى يومنا وهو لا يجد إلى ذلك سبيلا، وشيعته مقيمون على أنه مات وخلف ولدا يقوم مقامه في الإمامة.
وكان مولده عليه السلام: بالمدينة يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر.
وقيل ولد بسر من رأى في شهر ربيع الآخر من سنة اثنين وثلاثين ومئتين وقبض عليه السلام يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومئتين وله يومئذ ثمان وعشرون سنة وكانت مدة خلافته ست سنين ومرض في أول شهر ربيع الأول سنة ستين ومئتين، وتوفى يوم الجمعة وأمه أم ولا يقال لها حديثة.
وفضل زيارته قد بينا قبل هذا الباب فإنه قال عليه السلام: قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين وأنشد:
سلام على من سر من رأى محله * سلام على المرجو في محكم الزبر سلام على أولاد زمزم والصفا * وخفيف منى والبيت والركن والحجر على خمسة منى السلام وسبعة * لعلهم ان يشفعوا في موضع الحشر قال دعبل:
ان اليهود بحبها لنبيها * آمنت بواثق دهرها الخوان وكذا النصارى حبهم لنبيهم * يمشون رهوا في قرى نجران