وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله تعالى البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء، وبذلك ينزل الغيث من السماء، والله لهؤلاء في قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر.
قال الصادق " عليه السلام ": اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين، فيذهب باطلكم بحقكم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عمل بالمقاييس، فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ، والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، ولا تزيده سرعة السير من الطريق إلا بعدا.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله، ان طلب العلم فريضة على كل مسلم، وكم من مؤمن يخرج من منزله في طلب العلم، فلا يرجع إلا مغفورا.
وقال أيضا: العلم وراثة كريمة، والأدب حلل مجددة، والفكر مرآة صافية قيمة كل امرء ما يحسن، ولا علم كالنظر، ولا شرف كالعلم.
قال كميل بن زياد: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليه السلام "، فأخرجني إلى الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال يا كميل ان هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها فاحفظ عنى ما أقول لك الناس ثلاثة: فعالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق يا كميل العلم خير من المال. العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو عل الانفاق، وصنيع المال يزول بزواله، يا كميل معرفة العلم دين يدان به يكتسب الانسان الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم. والمال محكوم عليه. يا كميل هلك خزان الأموال وهم احياء. والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتل أحد والديه، أو عالم لم ينتفع بعلمه.