سائر النجوم ليلة البدر، وان العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم، فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": تعلم العلم فان تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وهو عند الله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام وسالك بطالبه سبيل الجنة، فهو أنيس في الوحشة وصاحب في الوحدة وسلاح على الأعداء، وزين الاخلاء، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم يرمق اعمالهم ويقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلتهم يمسحونهم بأجنحتهم في صلواتهم لان العلم حياة القلوب، ونور الابصار من العمى، وقوة الأبدان من الضعف، ينزل الله حامله منازل الابدال، ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة بالعلم يطاع الله ويعبد وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام، والعلم امام العقل والعقل تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء.
وقال أيضا " عليه السلام ": طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم صنف منهم يتعلمون للمراء والجهل وصنف منهم يتعلمون للاستطالة والختل. وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل فاما صاحب المراء والجهل تراه مؤذيا مماريا للرجال في ندية المقال قد تسربل بالتخشع وتخلى من التورع، فدق الله من هذا حيزومه وقطع منه خيشومه، واما صاحب الاستطالة والختل، فإنه يستطيل على أشباهه واشكاله ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمى الله من هذا بصره وقطع من آثار العلماء اثره، واما صاحب الفقه والعقل تراه ذا كآبة وحزن قد قام الليل في خندسه وقد انحنى في برنسه ويعمل ويخشى خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه.
قال أبو عبد الله " عليه السلام ": إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الخلق في صعيد واحد ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء.
قال الباقر " عليه السلام ": قراء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة، واستجر به الملوك، واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن، فحفظ حروفه وضيع حدوده ورجل قرأ القرآن، فوضع دواء القرآن على داء قلبه وأسهر به ليله واظمأ به نهاره