المذنبين؟ فقلت: حبيبي حقيق على الله أن لا يردك وجدك محمد (صلى الله عليه وآله).
(وروى) ان علي بن الحسين " عليه السلام " التاثت ناقته عليه في مسيرها فأشار إليها بالقضيب ثم قال: آه لولا القصاص ورد يده عنها.
(وروى) انه حج ماشيا فسار عشرين يوما من المدينة إلى مكة، قال زرارة بن أعين سمع سائل في جوف الليل وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه كان ذلك علي بن الحسين " عليه السلام ".
(وروى) ان جارية لعلي بن الحسين عليهما السلام كانت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فغمست فسقط الإبريق من يد الجارية فشجه فرفع رأسه إليها، فقالت له الجارية ان الله يقول: والكاظمين الغيظ قال: قد كظمت غيظي قالت: والعافين عن الناس قال: عفا الله عنك قالت: والله يحب المحسنين قال: فاذهبي فأنت حرة. قال عمرو بن دينار: حضرت يزيد بن أسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكى، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: ما يبكيك؟ قال: يبكيني ان علي خمسة عشر ألف دينار ولم اترك لها وقال: فقال علي بن الحسين عليهما السلام: لا تبك فهي علي وأنت منها برئ فقضاها عنه قال علي بن الحسين عليهما السلام نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين: وموالي المؤمنين ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء ان تقع على الأرض إلا بإذنه وبنا يمسك الأرض ان تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث وبنا ينشر الرحمة ويخرج بركات الأرض ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها، ثم قال " عليه السلام ": ولم يخلوا الأرض مذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ظاهر مشهود أو غايب مستور ولا تخلوا إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها ولولا ذلك لم يعبد الله. قال سليمان: فقلت للصادق " عليه السلام " فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور، قال: كما ينتفع بالشمس إذا سترها السحاب.
(وروى) ان هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك فطاف بالبيت وأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام فنصب له منبر وأطاف به أهل الشام فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين " عليه السلام " وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى يستلمه هيبته له واجلالا، فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل الشام