النبات فانقطع عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى ثم عادا إليه فقال: جعلت فداك أخبرني عن قوله تعالى (ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى) ما غضب الله؟ قال أبو جعفر " عليه السلام " غضب الله عقابه يا عمروا ومن قال إن الله يغيره شئ فقد كفر.
(وروى) ان نافع بن الأزرق جاء إلى محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام فجلس بين يديه يسأله عن مسائل في الحلال والحرام.
قال له أبو جعفر " عليه السلام ": في أثناء كلامه قل لهذه المارقة بما استحلتم فراق أمير المؤمنين عليه السلام وقد سفكتم دمائكم بين يديه في طاعته، والقربة إلى الله في نصرته وسيقولون لك انه قد حكم في دين الله فقل لهم: قد حكم الله في شريعة نبيه (صلى الله عليه وآله) رجلين من خلقه فقال: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ان يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما وحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) سعد بن معاذ في بنى قريضة فحكم فيهم بما أمضاه الله عز وجل أو ما علمتم ان أمير المؤمنين " عليه السلام " إنما أمر الحاكمين ان يحكما بالقرآن ولا يتعديا واشترط رد ما خالف القرآن من احكام الرجال، وقال حين قالوا له قد حكمت على نفسك من حكم عليك فقال: ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت كتاب الله فأين نجد المارقة تضليل من أمر بالحكمين بالقرآن واشترط رد ما خالفه لولا ارتكابهم في بدعتهم البهتان، فقال نافع ابن الأزرق: هذا والله كلام ما مر بسمعي قط ولا خطر ببالي وهو الحق إن شاء الله وكان عليه السلام مع هذه الحال العظيمة والرياسة والإمامة ظاهر الجود في الخاصة والعامة مشهورا بالكرم في الكافة مع كثرة عياله وتوسط حاله. قال عمرو بن دينار وعبد الله ابن عمير: ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي " عليه السلام " إلا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة ويقول: هذه معدة لكم قبل أن تلقوني.
قال سليمان بن القاسم: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام يخبرنا بالخمسمائة إلى الستمئة إلى الألف درهم. قال الحسن بن كثير شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي الحاجة وجفاء الاخوان، فقال: بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمئة درهم، وقال: استنفق هذه فإذا نفذت فأعلمني.
(وروى) عنه " عليه السلام " انه سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده فقال: إذا حدثت الحديث ولم أسنده فسندي فيه أبى عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل عن الله تعالى، قال: انى لفي عمرة اعتمرتها في الحجر جالسا إذ نظرت إلي جان