حتى تلقى رجلا من ولدى يقال له محمد بن علي بن الحسين، يهب الله له النور والحكمة فاقرأه منى السلام.
قال عبد الله بن عطاء المكي: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ولقد رأيت الحكم ابن عينية مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي عليهما السلام، قال: حدثني وصى الأوصياء وولى الأولياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام.
قال الربيع: سألت أبا إسحاق عن المسح، فقال: أدركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلا من بني هاشم لم أر مثله قط يقال له محمد بن علي بن الحسين فسألته عن المسح فنهاني عنه وقال: لم يكن أمير المؤمنين " عليه السلام " يمسح، وكان يقول سبق الكتاب المسح على الخفين.
وقال الباقر " عليه السلام " في قوله تعالى: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قال نحن أهل الذكر قال أبو زرعة: صدق محمد بن علي، ولعمري ان أبا جعفر لمن أكبر العلماء.
(وروى) ان هشام بن عبد الملك حج فدخل المسجد الحرام متكيا على يدي سالم مولاه ومحمد بن علي بن الحسين جالس في المسجد، فقال له سالم يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين فقال له هشام: المفتون به أهل العراق؟ قال: نعم قال فاذهب إليه وقل له يقول أمير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ قال له أبو جعفر " عليه السلام " يحشر الناس على مثل فرضة النهر فيها أنهار منفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ من الحساب، قال فرأى هشام انه قد ظفر به فقال الله أكبر اذهب إليه فقل له ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ فقال له أبو جعفر " عليه السلام " هم في النار اشغل، ولم يشغلوا حتى قالوا (أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم) فسكت هشام ولم يراجع.
(وروى) ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام ليمتحنه بالسؤال فقال له: جعلت فداك ما معنى قوله تعالى: (أو لم ير الذين كفروا إن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ما هذا الرتق والفتق؟.
قال أبو جعفر " عليه السلام ": كانت السماء رتقا لا تنزل القر وكانت الأرض فتقا لا تخرج